التعليم الذاتي × التعليم التقليدي
- ما هي المجالات التي يمكن تعلمها ذاتياً
- الفرق بين التعليم الذاتي و التعليم التقليدي
- كيف يمكنني أن أتعلم ذاتياً؟
- فوائد التعليم الذاتي
- مزايا التعليم الذاتي
- معوقات التعليم الذاتي
- نصائح للإستفادة من التعلم الذاتي
- هل يغني التعليم الذاتي عن التعليم التقليدي ؟
في السنوات الاخيرة شهد العالم العربي نقله نوعية مميزه من خلال أثراء المحتوى العربي التعليمي في العديد من المواقع والمنصات التي بذلت جهداً كبيراً ليتمكن المتعلم العربي من الدخول إلى بحور العلم من أوسع أبوابه، كمنصة دروب و منصة رواق و موقع هرمش و ذكرت هذه المواقع الثلاثة على وجه الخصوص لأني تعلمت منها و تابعت معها أكثر من دورة, و بكل تأكيد هنالك العديد من المنصات و المواقع الرائعة التي لم أحظى بفرصة تصفحها بعد.
العالم العربي بشكل عام أصبح أكثر أهتماماً و شغفاً بالتعلم خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتعليم الذاتي, لذا دعونا نتعرف على ما المقصود بالتعليم التقليدي و ما هو المقصود بالتعليم الذاتي.
التعليم التقليدي
التعليم التقليدي المقصود به الذهاب إلى الصفوف الدراسية من أجل التعلم بإشراف معلمين يقومون بمهمة التلقين و التعليم في جميع المراحل الدراسية سواء كان الطالب في المرحلة الإبتدائية أو في المرحلة الجامعية.
التعليم الذاتي
هو رغبة المتعلم في التعلم والمعرفة أكثر خارج نطاق التعليم التقليدي بهدف زيادة المعرفة و اكتساب الخبرة في أحد المجالات أو المواد التي يدرسها. و هنا يجب الإنتباه لنقطة مهمة جداً و هي أن الشخص قد يكون بالأساس يتعلم بشكل تقليدي و لكنه يطور نفسه أكثر في اوقات فراغه من خلال بالبحث و تعلم المزيد بدون أن يكون مجبراً على ذلك.
إذاً التعلم الذاتي هو كل ما تتعلمه بنفسك من خلال البحث و التجربة و الممارسة للوصول إلى هدف محدد.
ما هي المجالات التي يمكن تعلمها ذاتياً
لحسن الحظ أغلب العلوم و المجالات يمكن تعلمها ذاتياً و المجالات كثيرة ومتنوعة و لكلٍ منا مجال يفضله كأن يكون هذا المجال تقنياً كالبرمجة، الشبكات، الذكاء الإصطناعي إلخ.. أو يكون هذا المجال متعلقاً بالفن كالرسم، الفن التشكلي، فن الكاريكاتير إلخ.. أو ربما يكون خاصاً باللغة العربية كالأدب أو متعلقاً بالخط العربي أو مجال تعلم اللغات خاصةً اللغة الانجليزية و التي بدأت بتعلمها من جديد بشكل ذاتي من خلال المواقع و الدورات التدريبة و التطبيقات التي ساعدتني كثيراً خلال رحلة التعلم أو ربما مجال الحرف اليدوية و الذي يعتبر من أكثر المجالات تشويقاً حيث يعتمد على تنمية المهارات الإبداعية كتعلم فن الكروشية أو تعلم فن الفخار أو تعلم فن الحياكة أو غيرها الكثير من الحرف اليدوية الجميلة.
المجالات كثيرة و متنوعة و جميعهاً تمتلك جمالاً خاصاً بها حيث يكمل أحدها الآخر.
الفرق بين التعليم الذاتي و التعليم التقليدي
١- في التعليم الذاتي يكون المتعلم هو الطالب و المعلم في الوقت ذاته على عكس التعليم التقليدي الذي يقوم على أساس أستاذ و طالب.
٢- في التعليم الذاتي يكون هدف المتعلم هو التعلم و زيادة المعرفة و الخبرة لديه و ليس الهدف هو حصد أكبر قدر من الدرجات على أشياء قد لا يكون لها أي فائدة له كما في التعليم التقليدي.
٣- في التعليم الذاتي يمكن للمتعلم أن يمشي حسب خطته التي وضعها بنفسه حيث يمكنه أخذ فترات راحة متباعدة أو يمكنه مواصلة التعلم حتى في أيام العطل الرسمية و هذا غير ممكن في التعليم التقليدي حيث له خطته الدراسية الخاصة.
٤- في التعليم الذاتي لا يكون المتعلم مجبراً على دراسة مواد لا علاقة لها في اهتماماته على عكس التعليم التقليدي, فمثلاً في الجامعة على الرغم من أن الطالب هو من يحدد مسار تخصصه إلا أن أغلب الخطط الدراسية تحتوي على مواد عامة لا علاقة لها ابداً في تخصصه و يضطر الى دراستها على الرغم من أنها قد لا تروقه مع الإشارة إلى أنه قد يرسب بسببها أيضاً.
٥- في التعليم الذاتي يمكن التركيز على مجال واحد فقط على عكس التعليم التقليدي الذي يتميز بتنوع المجالات و العلوم به.
٦- في التعليم الذاتي تتنوع المصادر التي يمكن التعلم منها حيث أن الانترنت يعتبر مصدراً ثرياً و متنوعاً يمكن من خلاله الحصول على عدد غير محدود من الدورات التعليمية و التدريبة على عكس التعليم التقليدي الذي قد يكون مصدر التعلم هو كتاب المادة و معلمها فقط.
٧- في التعليم الذاتي لا يوجد اختبارات و واجبات و مهام يجب إنجازها في وقت محدد على عكس التعليم التقليدي الذي يقوم على هذا الأساس.
٨- في التعليم الذاتي يمكن التعلم بشكل مجاني و شبه مجاني على عكس التعليم التقليدي الذي قد يقتضي بدفع رسوم للتسجيل و قد تكون كلفة التسجيل باهظة جداً في بعض المدارس و الجامعات.
٩- في التعليم الذاتي يمكنك التعلم مهما كان عمرك على عكس التعليم التقليدي الذي قد تجد أنه يجبرك أن لا تكون قد تخطيت سن معينة حتى يُسمح لك بدراسة اختصاص معيّن و هذه مشكلة كبيرة جداً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ظروف مالية أو صحية أو نفسية تجبرهم على التوقف لسنوات حتى تستقر أوضاعهم و يكونوا قادرين على العودة و إكمال تعلمهم.
١٠- في التعليم الذاتي يمكنك التعلم من المنزل و في الوقت الذي تريده على عكس التعلم التقليدي الذي يقتضي الإستيقاظ مبكراً و الذهاب إلى الصفوف الدراسية في الوقت المحدد.
كيف يمكنني أن أتعلم ذاتياً؟
لا تحتاج إلى الكثير لكي تبدء رحلة التعلم الذاتي, أهم شيء تحتاجه هو النية و العزيمة الجادة على التعلم و التركيز في المسار الذي تحبه و ترى نفسك تميل إليه، و بالطبع تحتاج اتصال بالإنترنت و جهازاً ذكياً أو حاسوباً (حاسوب أفضل إن كانت اهتماماتك برمجية أو تصميم أو غيرها من العلوم التي تحتاج برامج خاصة للعمل بها) و بعض الكتب إن كنت من هواة الكتب المطبوعة على الرغم من أن أغلب الكتب قد تتوفر بنسختها الرقمية، و تحتاج أيضاً إلى خطة دراسية مرنة و الاستمرار فيها.
أحياناً قد تواجهك بعض المشاكل كإنقطاع النت و الحاجة إلى تحديث الحاسوب إلخ.. و لكن بكل بساطة يمكنك تحميل الدروس و دراستها لاحقاً و عندها لن تحتاج للإتصال بالإنترنت عندما تبدأ بالدرس, و يمكنك تأجيل تحديث الحاسوب للوقت الذي تتوقف فيه عن الدرس فتتركه على راحته يقوم بالتحديث.
خلاصة, المشاكل التي قد تواجهها أثناء التعلم يجب أن تعرف كيف تتعامل معها لأنه من الطبيعي جداً أن تواجه بعض المشاكل.
هذا كل ما تحتاجه لتبدأ رحلة التعلم الذاتي و في النهاية يمكنك أن تقيّم أدائك بشكل أسبوعي/ شهري و ترى إن كانت الخطة التي تسير عليها مناسبة و أتت ثمارها أم يجب إعادة النظر فيها و تعديلها لتكون مناسبة أكثر.
فوائد التعليم الذاتي
١- الرضا الذاتي حول ما تحققه من معرفة و احتساب الأجر بالتعلم لحديث النبي صل الله عليه وسلم (“من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة”).
٢- الحصول على الخبرة و تعزيز السيرة الذاتية مما يعني فرص وظيفية أفضل و هذا أكثر ما يهم أصحاب العمل و الشركات.
٣- الإستفادة من أوقات الفراغ فيما يعود عليك بالنفع و الفائدة.
٤- تعليم الآخرين و مساعدتهم بسبب الخبرة و المعرفة الكبيرة التي أصبحت تمتلكها.
٥- تعلم مهارة في أوقات فراغك قد يعود عليك بالنفع مادياً من خلال تعليمها للآخرين أيضاً.
٦- التفوق الدراسي خاصةً إذا كانت لديك الخبرة السابقة في هذ المجال من خلال تعلمك له ذاتياً.
مزايا التعليم الذاتي
يتميز التعليم الذاتي بتنوع المصادر حيث يمكن أن يجد المتعلم العديد من المصادر التي تقدم دروسها التعليمية في المجال الذي يرغب به و ما عليه سوى اختيار ما هو الانسب له و بدء التعلم على سبيل المثال إذا بحثنا حول تعلم اللغة الإنجليزية فسوف نجد آلاف الدورات التعليمية المتخصصة بتعليم اللغة الانجليزية و هذا الاثراء و التنوع في المصادر يتيح للمستخدم حرية الاختيار من بين آلاف الدورات و اختيار الأنسب له و أيضاً يستطيع البحث بذكر اسم الموضوع الذي يريد ان يتعلمه و سوف يجد العديد من الشروحات للموضوع ذاته و التي قد تختلف طريقة شرحه من محتوى لآخر حيث أن البعض يتميز بتبسيط و تسهيل المعلومة بشكل رائع، كما يتميز التعليم الذاتي بمرونة الخطة الدراسية.
معوقات التعليم الذاتي
من أهم معوقات التعلم الذات هو عدم تحديد مسار أو مجال معين و السعي لتعلمه حيث تجد الشخص مرة يريد أن يصبح مطور موقع و مرة أصبج يريد تعلم تطوير الألعاب و مرة يريد تعلم الإختراق الأخلاقي.
أحياناً يكون مسار التعلم واضحاً أمام الشخص و يكون مقتنع فيه و لكن تجده يتأفف من الوقت الذي يحتاج أن يمضيه حتى يتعلم كل ما يحتاجه فعلاً للوصول إلى هدفه و فجأة تجده يأس و استلسم!
و على الرغم من أن كثرة المصادر تعتبر من مميزات التعلم الذاتي إلا أن كثرة المصادر قد تسبب إرباك للمتعلم لأنه بدل أن يركز في دورة واحدة في كل مرة, تجده في حيرة من أمره و لا يعرف كيف يختار الدورة التي سيبدأ معها.
بالنسبة لنقطة تحديد الدورة التي يجب البدء بالتعلم منها, نصيحة قم بالبدء مع أي دورة تجدها, و حاول إتمامها.
بعد إنهائها إبدأ بدورة جديدة, و عندها ستجد أنك مرتاح جداً عند تعلم المزيد لأنك تملك معرفة مسبقة عن ما تتعلمه الآن. لا تتوقف عن أي دورة بدأت بها و تنتقل لغيرها إلا في حال وجدت أسلوب الشرح فيها ضعيف و لا تتابع أكثر من دورة في ذات الوقت.
نصائح للإستفادة من التعلم الذاتي
١- إستمر في ما تتعلمه و تذكر جيداً أن جميع الخبراء كانوا في يوماً ما مبتدئين مثلك.
٢- إجعل محرك البحث قوقل صديقك الخاص و حاول أن تبحث عن كل ما لا تستطيع فهمه و إن كان لديك شخصاً خبيراً في مجال دراستك فيمكنك سؤاله و الإستفادة من خبرته في حال لم تجد ما تبحث عنه.
٣- قم بتقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة و تنوع في طريقة التعلم حتى لا تشعر بالملل.
٤- لا يمكن أن تتعلم دون تدريب, تدرب بإستمرار سواءاً كان في مجال البرمجة أو اللغة الانجليزية أو غيره.
٥- إذا كانت لديك موهبة أو أكثر, إسعى لتطويرها من خلال التعلم الذاتي و ستلاحظ تطوراً ملحوظاً مع مرور الوقت.
٦- إستفد من أوقات الفراغ و الإجازات فيما يزيدك خبرة و معرفة.
٧- لا تتوقف أبداً عن التعلم، فبحور العالم واسعة و قد تجد ضالتك في أحدها.
٨- لا تتعذر أبداً بالعمر, فالعمر مجرد رقم ما دام لديك قلب ينبض فأنت تستطيع.
٩- إفتخر بإنجازاتك و إن كانت بسيطة فالقليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع.
١٠- إحرص على الحصول على فترات راحة بين كل مرحلة و أخرى لكي تبدأ بجد و بنشاط.
١١- عند التعلم لا تقارن نفسك مع أحد و تقول فلان أفضل مني و مستحيل أن أصبح مثله, بل قارن نفسك اليوم مع نفسك سابقاً و هكذا ستصبح مثله و قد تصبح أفضل منه.
هل يغني التعليم الذاتي عن التعليم التقليدي ؟
من وجهة نظري لا، لأن كلاهما مكمل للآخر و ينبغي أن يتم الحصول على شهادة المرحلة الثانوية كحد أدنى أما بالنسبة للمرحلة الجامعية و الدراسات العليا فأرى أنها مهمه و لكنها تبقى إختيارية حسب كل شخص و ظروفه.
التعليم الذاتي يعتبر فرصة ذهبية لجميع الأشخاص الذين لم يتمكنوا من إكمال تعليمهم التقليدي لسبب أو لأخر. و يعتبر كذلك فرصة رائعة لتطوير المهارات و لإكتشاف المواهب وتنميتها.
قبل الختام يمكنك الإطلاع على رأي الأستاذ محمد هرموش مؤسس موقع هرمش حول تجربته الشخصية و رأيه في التعلم التقليدي و التعليم الذاتي.