لغة البرمجة Dart و إطار العمل Flutter

انتقال المطورين لدارت و فلاتر

في ظل استعمال المستخدمين حول العالم لأنظمة تشغيل مختلفة و حاجة الشركات لتوفير تطبيقاتها لهم جميعاً بأقل كلفة و جهد ممكن فإن دارت (Dart) و فلاتر (Flutter) هما بمثابة الحل الأمثل للكثير من الشركات.

قبل ظهور فلاتر كان المبرمجون يستخدمون عدة لغات برمجية للتطبيق الواحد لكي تتناسب مع مختلف أنظمة التشغيل المختلفة، فعلى سبيل المثال كانوا يستخدمون سويفت لأنظمة التشغيل iOS، و لغة كوتلن لأنظمة آندرويد، و لغة جافا لتطبيقات سطح المكتب و غيرها من لغات البرمجة الأخرى لكي تتناسب مع أنظمة التشغيل المختلفة.

إستمرت الشركات في استخدام لغات برمجة مختلفة لكي تكون تطبيقاتها متوفرة للجميع لسنوات حتى بدأت فكرة تطوير تطبيقات متعددة المنصات (Multi Platform) بالظهور و الإنتشار. الفكرة هنا أن يتم كتابة كود برمجي واحد باستخدام إطار عمل (Framework) محدد يقوم بإنشاء نسخ متعددة منه تعمل على العديد من أنظمة التشغيل المختلفة سواء أنظمة تشغيل الهاتف آندرويد و iOS و كذلك أنظمة تشغيل الحاسوب ويندوز و ماك و لينكس.

من هنا جائت فكرة تطوير إطار العمل فلاتر (Flutter) و الذي يتيح تطوير تطبيقات تعمل مختلف أنظمة التشغيل من خلال قاعدة برمجية واحدة.

ما هي لغة دارت

دارت (Dart) هي لغة برمجة طورتها شركة جوجل. غالبًا ما يُنظر إلى دارت على أنها خليفة جافاسكريبت، حيث تعالج العديد من القيود و التحديات التي يواجهها مطورو الويب و التطبيقات. تتميز دارت ببنيتها النظيفة، و سهولة تعلمها، و أدائها العالي. تُعتبر لغة كائنية التوجه (Object-Oriented) و تدعم البرمجة الوظيفية (Functional Programming)، مما يوفر للمطورين مرونة كبيرة في تصميم و تنفيذ التطبيقات.

إحدى نقاط قوة دارت الرئيسية هي القدرة على ترجمة الكود المكتوب فيها إلى كود أصلي (Native Code) للمنصة المستهدفة. هذه الميزة تضمن أداءً ممتازاً للتطبيقات المبنية بها، حيث تعمل مباشرة على جهاز المستخدم دون الحاجة إلى طبقة وسيطة. علاوة على ذلك، يوفر نظام إدارة الحزم القوي لدارت، المعروف باسم Pub، مكتبة واسعة من الحزم و المكونات الجاهزة للاستخدام، مما يسرع عملية التطوير بشكل كبير.

فيما يلي مثال لطباعة جملة Hello, World! بلغة دارت.

void main() {
  print('Hello, World!');
}

ما هو إطار العمل فلاتر

فلاتر (Flutter) هو إطار عمل مفتوح المصدر من تطوير شركة جوجل، يُستخدم لبناء تطبيقات متعددة المنصات بناءاً على كود واحد مكتوب بلغة دارت.

يتيح فلاتر للمطورين إنشاء تطبيقات أنيقة و سريعة الأداء لأنظمة Android وiOS و الويب و حتى سطح المكتب مثل Windows و MacOS و Linux. من أبرز ميزاته أنه يوفر تجربة تطوير سريعة بفضل خاصية Hot Reload التي تمكّن المطور من رؤية التغييرات مباشرة دون الحاجة لإعادة تشغيل التطبيق، كما يتميز بأداء قوي لأنه لا يعتمد على مكونات الواجهة الأصلية للنظام، بل يرسم الواجهة باستخدام محرك رسومي خاص (Skia). إضافة إلى ذلك، يوفر فلاتر مكتبة ضخمة من الواجهات (Widgets) الجاهزة، مما يسهل بناء واجهات مستخدم جذابة وعصرية.

بفضل هذه المزايا، يُعد فلاتر خياراً مثالياً لتطوير تطبيقات عالية الجودة بجهد و وقت أقل.

مميزات إطار العمل فلاتر

إليك أبرز مميزات فلاتر التي تجعله من أكثر أطر العمل شعبية لتطوير التطبيقات متعددة المنصات:

1. كود واحد لجميع المنصات لا حاجة لإنشاء تطبيق منفصل لكل نظام تشغيل مستهدف.
2. أداء عالي جداً لأن فلاتر لا يعتمد على بناء طبقة إضافية فوق مكونات النظام (Native Widgets)، بل يرسم كل شيء بنفسه باستخدام محركه الرسومي (Skia).
3. تطوير سريع باستخدام Hot Reload أي تغييرات في الكود تظهر نتيجتها فوراً للمطور بدون الحاجة لإعادة تشغيل التطبيق.
4. مكونات كثيرة جاهزة تحتوي على الكثر من المكونات (Widgets) التي يمكن استعمالها لبناء واجهات جميلة بسهولة.
5. مجتمع ضخم و تحديثات مستمرة من جوجل و مجتمع المطورين حول العالم.

عيوب إطار العمل فلاتر

رغم أن فلاتر يتمتع بمزايا قوية، إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب التي قد تؤثر على اختيارك له، خاصة في مشاريع معينة. إليك أبرز عيوبه:

1. حجم التطبيق كبير تطبيقات فلاتر غالباً ما تكون أكبر حجماً مقارنة بالتطبيقات الأصلية (Native) بسبب وجود محرك الرسوميات و مكتبات فلاتر داخل التطبيق نفسه.
2. إستهلاك مساحة عالية من الذاكرة بعض الأجهزة القديمة أو الضعيفة قد تعاني من أداء أقل سلاسة أو استهلاك أكبر للذاكرة مقارنة بالتطبيقات الأصلية.
3. عدم دعم بعض ميزات النظام بشكل كامل رغم التقدم الكبير، إلا أن فلاتر قد يفتقر إلى دعم كامل لبعض ميزات النظام الأصلية (مثل بعض مكونات الكاميرا، البلوتوث، أو الخلفيات)، و قد يتطلب استخدام مكونات Native بلغة Kotlin/Swift لتجاوز ذلك.
4. مجتمع أصغر مقارنة ببعض الأطر الأخرى رغم نمو المجتمع الخاص به بشكل كبير، إلا أن مجتمعه ما زال أصغر من مجتمعات الأطر الأخرى مثل React Native أو الأطر الأصلية، مما قد يؤدي إلى نقص في بعض الحزم أو الدعم في بعض الحالات الخاصة.
5. التعلم الإضافي للغة دارت يحتاج المطور إلى تعلم لغة دارت و التي لا تُستخدم كثيراً خارج بيئة فلاتر، مما قد يكون حاجزاً للمطورين الجدد.
6. مشاكل عند التوافق على المدى الطويل رغم أنه مناسب للتطبيقات الضخمة و التجارية، إلا أن بعض المطورين يرون أن الصيانة الطويلة لتطبيقات ضخمة جداً قد تكون أكثر تعقيداً مقارنة بالتطبيقات المبنية بأطر Native.