إختيار المكتبة البرمجية المناسبة لمشروعك

تتميز المشاريع البرمجية عن غيرها من المشاريع في مختلف العلوم بكونها صغيرة الحجم، سهلة النقل و قابلة للنسخ مما يسمح للمبرمجين من مختلف العالم مشاركتها بسهولة، و تزخر الآن الشبكة بالملايين من المشاريع التي تخدم مختلف التخصصات و المجالات، و قد تجد أن بعضها يقوم بنفس المهام تقريباً، لذلك عندما تحتاج إلى مكتبة معينة ستجد أمامك العديد من الخيارات فعلى أي أساس تختار؟ هذا ما ستعرفه في هذا المقال.

أهمية إختيار المكتبة المناسبة

معرفة أهمية قرارك بإختيار مكتبة معينة و ما يترتب عليه في المستقبل هو جزء مهم من عملية إختيار المكتبة المناسبة لمشروعك، إذ أن الخيار السيء قد يترتب عليه مستقبلاً التأخر في تطوير مشروعك و خسارة الكثير من الجهد و المال، و قد تحتاج أيضاً لتبديل المكتبة بالكامل.

رخصة المكتبة

الرخصة هي مجموعة من القوانين المتعارف عليها والتي تحدد طريقة استخدام الآخرين للعمل الفكري (و في حالتنا المكتبة)، و يعاقب القانون الأشخاص الذين يخالفون بنود الرخصة. تختلف الرخص و القوانين التي تحملها، فمنها ما يسمح لك بإستخدام المكتبة للأغراض غير التجارية فقط مثل بعض رخص المشاع الإبداعي Creative Commons، ومنها ما يجبرك على جعل مشروعك مفتوح المصدر مثل GPL، و منها ما يسمح لك بفعل ما تريد و التي أفضلها شخصيا مثل WTFPL.

بالطبع المكتبات التي تحمل الرخص المتوافقة مع الهدف من مشروعك ستكون متاحة لك لكن قلة شروط الرخصة و زيادة صلاحياتك هو أمر محبذ دائماً فقد يتغير هدفك من المشروع بعد بنائه.

توافر الكود المصدري للمكتبة

المشاريع البرمجية هي إما مفتوحة المصدر و يستطيع أي شخص قراءتها و التعديل عليها أو مغلقة المصدر، و هذه النقطة من أهم النقاط، فكون المكتبة مفتوحة المصدر يسهل عليك فهم طريقة عمل المكتبة و يسمح لك بالتعديل عليها لتناسبك أكثر، و الأهم عندما تكتشف أخطاء في المكتبة يمكنك إصلاحها بنفسك، فمثلاً قد تكتشف أحد الأخطاء التي تعيق عملك، و يجب عليك حينها مراسلة المطورين و شرح المشكلة لهم و إنتظار الإصدار القادم من المكتبة بينما يمكنك حل هذه المشكلة بسهولة و سرعة في المكتبات مفتوحة المصدر.

أيضاً لا بد من الإشارة إلى أنه غالباً ما تكون المكتبات مغلقة المصدر مدفوعة و هو ما يبعد المبرمجين عنها.

تطوير المكتبة

بينما أنت غارق في صفحات الويب تبحث عن مكتبة مناسبة ستجد أن آخر إصدار لبعض المكتبات كان منذ خمس سنوات أو أكثر، تجنب هذه المكتبات دون تردد فمثل هذه المكتبات قد يكون المسؤولون عنها توقفوا عن تطويرها نهائياً، و غالباً تحتوي على كود برمجي لا يعمل في المنصات و أنظمة التشغيل الحديثة.

المجتمع الخاص بالمكتبة

المجتمع الخاص بالمكتبة هم الأشخاص الذين يستخدمون المكتبة بإستمرار و يهتمون لأمرها. يقوم هؤلاء الأشخاص بمساعدة الآخرين على تعلم إستخدام المكتبة و قد يقومون بتطويرها و إضافة الميزات لها، و كبر حجم مجتمع المكتبة قادر على إرجاح كفتها مقارنة مع باقي المكتبات بسهولة، إذ أن وجود أشخاص يستفيدون من المكتبة يحفّز المكتبة على التطور بإستمرار بالمقارنة مع المكتبات الأخرى، و عندما تواجه أي مشكلة مع المكتبة في المستقبل فغالباً ستجد في المنتدى الخاص بالمكتبة أن الكثير قد واجهوا نفس المشكلة و ستجد الكثير من الحلول لها.

التجريد

تعتمد سهولة فهم المكتبة و البناء عليها و تخصيصها لتناسبك على تصميم المكتبة بحيث تكون مجردة (Abstract)، و التجريد هو إخفاء الكود المعقد للمكتبة ضمن واجهة برمجية سهلة الفهم و الإستخدام و قابلة للتطوير و التخصيص، بمعنى أنك تستطيع بناء مكتبة خاصة بك بالإعتماد على مكتبة أخرى.

في حال كان تصميم المكتبة لا يتبع هذا المبدأ سيكون من الصعب بناء مكتبة تعتمد عليها لدرجة أنك قد تحتاج لبناء واجهة تسهل فيها على نفسك إستخدام المكتبة الأساسية.

التوثيق

عندما ترى أن مكتبة نجحت في الإختبارات السابقة ألق نظرة على الشرح المتواجد للمكتبة، فكثير من المكتبات لا تمتلك شرحاً يسهل فهمه مما يضطرك لقراءة الكود الخاص بالمكتبة لفهم طريقة عملها، و هذا بالطبع يصعّب فهم المكتبة و يستهلك وقتاً أطول. إن كان الشرح موجوداً على صفحة ويب تأمّل تصميم الصفحة فذلك سيساعدك على معرفة الوقت الذي تم كتابة هذا الشرح فيه و هل يتم الإعتناء به أم لا.

ختام

تمتلك مجتمعاتنا الآن الكثير من الأشخاص الطموحين و المبدعين، لذلك إن وجدت أثناء بحثك عن مكتبة مثل هؤلاء المطورين حاول أن تدعمهم و تعطيهم فرصة بل و يمكنك أيضاً مشاركتهم في تطوير المكتبة، فالمشاريع مفتوحة المصدر هي عمل خيري و طريقة لنفع الناس.